]
مدخل . . أكل الحزن من حشاشة قلبي
والبقـايـا تقاسمـتـه الظـبـاءُ
الــحــزنهــو أن نـلتــقي فــي زحـمـــة الـعــمر
ونـنــســـج مـعــهـم أجـمـــل حكــايات الـحـب
ونـعـيـــش تـفــاصيــلــه وطـقــوســه ونـحـلـم بـغـدا أفـضـل
ثــم تـنـتــهي الحكــايــة بـمـأساة
الــحــــزنهــو أن نـفـتـــح لـهــم مـدن أحـــلامـنـا
ونــســكـــن مـعـــاً فـي قـصــر من الـخــيال
ثـــم يـنـهـــار القــصـر عـلـــى رؤوســـنا
الــحـــزنهــو أن نخــبئ أنـفـسنـا في قـلـوبـهم
ونـمــلأ حقــائـبـنـا بأجـمـل أيـامنـا
ونـضــع سعــادتـنـا في أعيـنـهــم
ثــم يـلـوحــون لنـا مـودعيـن فـلا حـول لنـا ولا قوه
الـحــزنهـو أنـهــم مـع الأيـام يبقــون أعيـنـنـا التـي نـراهـم بـها
وهــوائـنـا الـذي نـتـنـفســه
ودمــائـنــا التـي نـعـيـش بـها
ثــم نـنـزف عنـد رحيـلـهـم دفـعـة واحـده
الحــــزنهـو أن نـغـمـض أعيـنـنـا فـنـراهـم
وأن نـقــف أمـام الـمـرآة فنــراهـــم
وأن نـقـــرأ رسـائـلــهــم فنـراهــم
وعنـدمــا نـعــود للـواقـع لا نـــراهــم
الـحـــزنأن نجـمـــع البـقـــايــا خلـفـهــم
وأن نــرسـم وجهـهـم فـي سقـف غـرفنــا
وأن نحــاورهــم كـل ليـلـه كـالمـجـانيـن
وأن نـشــد الرحــال إليـهــم عنـد الحـنـين
وأن نـعــود إلى مضاجعنا آخـر الليــل فـنبـكيـهـم
الـــحـــزنأن نــراهــم صـــدفـــه
وأن يــجمـعنــا بهــم الطـريـق ذات يــوم
فنــراهم بـصــحبــة غيــرنا
يــده فـي يـده ينظـــرون إليـنـا فــلا يعـرفـونـنـا
وأرواحنـا خــلـفـهـم تـنـاديـهــم فـلا يـسمـعـونـنـا
الــحـــزنأن نـكـتـب فــلا تصـلـهـــم حـروفنــا
وأن نـصــرخ فــلا تـصـلـهــم أصــواتـنـا
وأن نــلـفـــظ أنـفــاسنــا فــلا نـراهــم
وأن نـمــوت فـيـصـلـهـم خـبـر مــوتـنــا
الـحــزنأن نــدمــن حبـهــم و أنـفـاسـهــم وصــوتــهم
ورائـحــة عـطـــرهـــم ووجـودنــا مـعـهـم
ثــم نـفـتـح أعيـنـنـا علـــى غيــابـهــم
الـحـــزنأن يـتــحــقــقـــون بـعــد الـحـلــم
و نــلـتـقيـهـــم بـعـد أمـنـيــه
وأن يــأتـــون بــعـــد انتـظـار طــويل
وأن نـجــدهـــم بـعــد بـحــث مـرهــق
ولـكـن نسـتـيـقـظ علـى خـطـوات رحيـلـهـم
الـحـــزنأن نـفـــارقــهــم ولا نـفــارقــهـــم
فـنـصـمت وتـبـقــى أصـواتـهــم فــي آذانـنــا
ويــرحـلـــون وتـبــقــى أنـفــاسـهــم في قـلـوبـنـا
ويـختـفــون ويـبـقـى طـيـفـهـم خـلـفـهـم ليـمـزقـنـا